دخول خريطة الموقع عن الموقع راسلنا بيان الخصوصية  
بحث

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

 
خدمات الموقع
روابط هامة
DeptWhatsapp
دليل العمل بالمساجد
mythaq-almasjed.gif
khotba.gif 
manhag.gif
abhass.gif
abhass.gif
reaya.jpg
reaya.jpg
MosqeTemplete.gif
TorassyMosqe.gif
   
  Skip Navigation Links  
خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
خطبة - مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ - بتاريخ 17 / 12 /2021م

طباعة الخطبة PDF اضغط هنا

طباعة الخطبة مصغرة اضغط هنا

طباعة الخطبة word اضغط هنا

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 13 من جمادى الأولى 1443هـ - الموافق 17 / 12 /2021م

مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْأَخْلَاقَ مِنَ الدِّينِ، وَأَعْلَى بِهَا شَأْنَ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَرَفَعَ بِمَكَارِمِهَا أَقْوَامًا فَكَانُوا مِنَ الْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الْخُلُقِ الْقَوِيمِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[ [آل عمران:102]. أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ r، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:

إِنَّ مِنَ الْمَرَاتِبِ الْجَلِيلَةِ السَّنِيَّةِ، وَالدَّرَجَاتِ الرَّفِيعَةِ الْعَلِيَّةِ: سُمُوَّ الْإِنْسَانِ بِخُلُقِهِ، وَعُلُوَّ قَدْرِهِ بِنُبْلِهِ ؛ فَكَرِيمُ الْخَلِيقَةِ جَمِيلُ الذِّكْرِ، مَحْمُودُ الْخِصَالِ، يَبْلُغُ بِخُلُقِهِ مَا لَا يَبْلُغُهُ بِعَمَلِهِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

وَالسِّمَةُ الْمُشْتَرَكَةُ بَيْنَ الصَّائِمِ وَالْقَائِمِ وَحَسَنِ الْأَخْلَاقِ: مُخَالَفَةُ حَظِّ النَّفْسِ؛ فَالصَّائِمُ خَالَفَ نَفْسَهُ بِتَرْكِ الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ؛ وَالْقَائِمُ خَالَفَ نَفْسَهُ بِتَرْكِ الدَّعَةِ وَالْمَنَامِ؛ وَحَسَنُ الْخُلُقِ خَالَفَ نَفْسَهُ بِتَرْكِ الِانْتِقَامِ وَالْخِصَامِ، فَهُوَ قَدْ تَحَمَّلَ ثِقَلَ مُخَالَفَةِ نَفْسِهِ، وَتَحَمَّلَ عِبْءَ غَيْرِهِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ، وَلِهَذَا ثَقُلَ مِيزَانُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ». وَقَدِ امْتَدَحَ اللهُ نَبِيَّهُ الْكَرِيمَ بِحُسْنِ خُلُقِهِ؛ فَقَالَ: ] وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[ [القلم:4]. فَحَازَ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْمَنَاقِبِ أَعْلَاهَا، وَمِنَ الْفَضَائِلِ وَالْمَحَامِدِ أَزْكَاهَا، فَبَهَرَ الْعَرَبَ بِصِدْقِهِ وَتَوَاضُعِهِ وَإِيثَارِهِ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بِمُعْجِزَاتِهِ وَآيَاتِهِ وَبَـيِّـنَاتِهِ.

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ مِنَ الصِّفَاتِ الْمَحْمُودَةِ الْعَظِيمَةِ وَالْأَخْلَاقِ الْمَرْضِيَّةِ الْكَرِيمَةِ: صِفَةَ السَّتْرِ الَّتِي اتَّصَفَ الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ بِهَا وَتَسَمَّى بِاسْمِهَا؛ فَهُوَ سَتِـيرٌ يُحِبُّ السَّتْرَ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ نَهَى عَنِ الْقَبَائِحِ؛ وَهُوَ سَاتِرٌ لِلْعُيُوبِ وَالْفَضَائِحِ؛ فَعَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ – أَيْ بِالْفَضَاءِ الوَاسِعِ - بِلَا إِزَارٍ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سَتِـيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ»[رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

فَالرَّبُّ- سُبْحَانَهُ – يُحِبُّ السَّتْرَ وَالْعَفَافَ، فَيَسْتُرُ عَلَى عِبَادِهِ كَثِيرًا، مَعَ جُرْأَةِ الْعِبَادِ عَلَى اجْتِرَاحِ السَّيِّئَاتِ وَارْتِكَابِ الْخَطِيئَاتِ، وَهُمْ – مَعَ ذَلِكَ- مُسْتَتِرُونَ بِسِتْرِ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَ كَمَالِ غِنَاهُ يُكْرِمُ عَبْدَهُ بِالسَّتْرِ بَلْ يُوَفِّقُهُ لِلتَّوْبَةِ وَالنَّدَمِ، حَتَّى يُسْبِغَ عَلَيْهِ عَفْوَهُ، وَيَمْحُوَ عَنْهُ ذَنْـبَـهُ.

وَهُوَ الحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ    عِنْــدَ التَّجَاهُـرِ مِـنْـهُ بِالْعِصْيَانِ

لَــكِــنَّـــهُ يُلْقِي عَـلَـيْـهِ سِـتْــرَهُ     فَهُوَ السَّتِـيرُ وَصَاحِبُ الْغُفْرَانِ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

إِنَّ مِنْ صُوَرِ السَّتْرِ: أَنْ يَسْتُرَ الْمُسْلِمُ عَلَى نَفْسِهِ؛ فَالْمُسْلِمُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ لَرُبَّمَا وَقَعَ فِي حَبَائِلِ الشَّيْطَانِ وَمَكَايِدِهِ، فَاقْتَرَفَ مَا اقْتَرَفَ مِنَ الْخَطَايَا وَالْآثَامِ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَنْ يَسْتُرَ عَلَى نَفْسِهِ وَلَا يُحَدِّثَ بِعَثْرَتِهِ أَحَدًا؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا, ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ , عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ, وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

وَلِأَنَّ سَتْرَ الْمُسْلِمِ عَلَى نَفْسِهِ مَظِنَّةُ مَغْفِرَةِ اللهِ لَهُ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعَتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ: فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

وَمِنْ صُوَرِ السَّتْرِ: أَنْ يَسْتُرَ الْمُسْلِمُ عَلَى إِخْوَانِهِ الْمُسْلِمِينَ إِذَا أَبْصَرَ مِنْهُمْ هَفْوَةً أَوْ رَأَى مِنْهُمْ زَلَّةً، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ » [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]. فَالْمُؤْمِنُ يَسْتُرُ وَيَنْصَحُ، وَالْفَاجِرُ يَهْتِكُ وَيَفْضَحُ.

إِنَّ السَّتْرَ- مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- أَمَارَةٌ عَلَى الْإِيمَانِ، وَدَلَالَةٌ عَلَى الْإِحْسَانِ؛ فَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُ].

فَمَا سَلَكَ عَبْدٌ سَبِيلَ السَّتْرِ إِلَّا كَانَ التَّوْفِيقُ أَلْصَقَ بِهِ مِنْ ظِلِّهِ، وَأَعْلَقَ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَضِّلِ عَلَى عِبَادِهِ بِالسَّتْرِ، يَمْحُو عَنِ التَّائِبِينَ الذَّنْبَ وَالْوِزْرَ، وَيَكْتُبُ لَهُمُ الثَّوَابَ وَالْأَجْرَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ جَاءَ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

إِنَّ السَّتْرَ عَلَى عِبَادِ اللهِ مِنْ أَجَلَى صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَخْشَى اللهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَزْمَانِ الَّتِي تَيَسَّرَتْ فِيهَا سُبُلُ الذُّيُوعِ وَالِانْتِشَارِ؛ فَبِضَغْطَةِ زِرٍّ يَسْتَفِيضُ الْخَبَرُ فِي الْآفَاقِ، وَيَسْتَطِيرُ فِي الْقُرَى وَالْأَمْصَارِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[ [النور:19].

فَإِذَا كَانَ الْوَعِيدُ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ لِمَنْ أَحَبَّ انْتِشَارَ الْفَاحِشَةِ، دُونَ عَمَلٍ، فَكَيْفَ بِمَنْ أَذَاعَ وَأَشَاعَ وَاعْتَدَى عَلَى عِبَادِ اللهِ بِهَتْكِ عَوْرَاتِهِمْ، وَفَضْحِ مَعَايِبِهِمْ!!.

إِنَّ السَّتْرَ – عِبَادَ اللهِ – لَا يَعْنِي تَرْكَ إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ، بَلْ مَحَلُّ السَّتْرِ فِي مَعْصِيَةٍ قَدِ انْقَضَتْ وَانْصَرَمَتْ بِلَا مُجَاهَرَةٍ وَإعْلَانٍ، فَيَجِبُ السَّتْرُ مَعَ وَاجِبِ النَّصِيحَةِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ , إِلَّا الْحُدُودَ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]. أَمَّا مَنْ جَاهَرَ بِمَعْصِيَتِهِ، وَأَعْلَنَ فِسْقَهُ، فَيَجِبُ الْإِنْكَارُ عَلَيْهِ ؛ فَإِنْ لَمْ يَرْتَدِعْ عَنْ غَيِّهِ، وَتَرَدَّى فِي جَهَالَتِهِ، وُكِّلَ الْأَمْرُ إِلَى الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ حَتَّى تَحْسِمَ الدَّاءَ، وَتَصُونَ الْمُجْتَمَعَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا  لِمَحَبَّتِهِ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَكْرِمْنَا بِشَفَاعَتِهِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة


تاريخ الإضافة: 16/12/2021
المصدر: مكتب الشؤن الفنية
عدد القراء:
4488 الأرشيف طباعة Rss
القائمة الرئيسية
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع قطاع المساجد - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - دولة الكويت @ 2006/2019