دخول خريطة الموقع عن الموقع راسلنا بيان الخصوصية  
بحث

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

 
خدمات الموقع
روابط هامة
DeptWhatsapp
دليل العمل بالمساجد
mythaq-almasjed.gif
khotba.gif 
manhag.gif
abhass.gif
abhass.gif
reaya.jpg
reaya.jpg
MosqeTemplete.gif
TorassyMosqe.gif
   
  Skip Navigation Links  
خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
خطبة -أَحْكَامُ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ- بتاريخ 21 / 10 / 2022م

طباعة الخطبة PDF اضغط هنا

طباعة الخطبة مصغرة اضغط هنا

طباعة الخطبة word اضغط هنا

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 25 من ربيع الأول 1444هـ - الموافق 21 / 10 / 2022م

أَحْكَامُ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( [آل عمران:102].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

لَقَدْ فَضَّلَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعْضَ الشُّهُورِ عَلَى بَعْضٍ، وَجَعَلَ بَعْضَ الْأَيَّامِ أَعْظَمَ مِنْ بَعْضٍ؛ فَأَفْضَلُ الشُّهُورِ رَمَضَانُ، وَأَعْظَمُ أَيَّامِ السَّنَةِ يَوْمُ النَّحْرِ، وَأَفْضَلُ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ اجْتَمَعَتْ فِيهِ الْخَصَائِصُ، وَتَنَوَّعَتْ فِيهِ الْفَضَائِلُ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

وَلَمَّا كَانَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ الْأُمَمِ، وَأَكْرَمَهَا عَلَى اللهِ تَعَالَى؛ أَرْشَدَهَا إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَخَصَّهَا بِهِ، وَدَلَّهَا عَلَيْهِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

عِبَادَ اللهِ:

شَرَعَ اللهُ تَعَالَى فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ، يَجْتَمِعُ لَهَا الْمُسْلِمُونَ، تَزْكُو نُفُوسُهُمْ، وَتَتَآلَفُ جُمُوعُهُمْ، وَتَتَصَافَى قُلُوبُهُمْ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ[ [الجمعة:9]. وَلَمَّا كَانَتْ صَلَاةُ الْجُمُعَةِ بِهَذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْعَظِيمَةِ، وَهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ؛ حَذَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَارِكَهَا وَالْمُفَرِّطَ فِيهَا، بِالطَّبْعِ عَلَى قَلْبِهِ،
وَالْبُعْدِ عَنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ، فَقَالَ:
«لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ -أَيْ: تَرْكِهِمُ- الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t].

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ:

إِنَّ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ أَحْكَامًا يُشْرَعُ لِلْمُسْلِمِ فِعْلُهَا، وَلِيَوْمِ الْجُمُعَةِ آدَابًا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ التَّحَلِّي بِهَا، وَمِنْهَا:

الِاغْتِسَالُ لِلْجُمُعَةِ قَبْلَ الْخُرُوجِ لِلصَّلَاةِ، وَالتَّطَيُّبُ، وَلُبْسُ أَحْسَنِ الثِّيَابِ؛ عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

وَالْأَفْضَلُ لِلْمُسْلِمِ: التَّبْكِيرُ إِلَيْهَا مَا اسْتَطَاعَ، وَأَنْ يَمْشِيَ إِلَيْهَا بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ بَدَلًا مِنَ الرُّكُوبِ، وَأَنْ يُبَادِرَ إِلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ قُرْبَ الْإِمَامِ، وَيُصَلِّيَ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، وَيَشْتَغِلَ بِمَا يَنْفَعُهُ مِنَ الْقُرَبِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ: أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

وَلَا يَجُوزُ لِمَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ: أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ فَيُؤْذِيَهُمْ، وَلَا أَنْ يُقِيمَ أَحَدًا مِنْ مَكَانِهِ ثُمَّ يَجْلِسَ فِيهِ؛ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

وَمَنْ دَخَلَ وَالْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ الْأَذَانَ الثَّانِيَ؛ فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَلَا يَنْتَظِرُ انْتِهَاءَ الْأَذَانِ، ثُمَّ يَسْتَمِعُ لِلْخُطْبَةِ بَعْدَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الِاسْتِمَاعَ لِلْخُطْبَةِ أَوْلَى.

فَإِذَا شَرَعَ الْخَطِيبُ فِي الْخُطْبَةِ: اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهِهِ، وَأَنْصَتَ إِلَيْهِ بِسَمْعِهِ وَقَلْبِهِ، وَلَا يَلْهُو أَوْ يَعْبَثُ بِيَدِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ أَجْرَ الْجُمُعَةِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ -وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ- فَقَدْ لَغَوْتَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، أَيْ: قُلْتَ: اللَّغْوَ، وَهُوَ الْكَلَامُ الْبَاطِلُ الْمَرْدُودُ.

وَيُؤَمِّنُ عَلَى دُعَاءِ الْخَطِيبِ بِلَا رَفْعِ صَوْتٍ، وَلَا تُرْفَعُ الأَيْدِي عِنْدَ الدُّعَاءِ؛ لِمَا وَرَدَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: «قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. إِلَّا إِذَا اسْتَسْقَى الْخَطِيبُ وَدَعَا بِنُزُولِ الْمَطَرِ، فَيَرْفَعُونَ أَيَدِيَهُمْ، كَمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَفْعَلُ.

فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ صَلَّى سُنَّةَ الْجُمُعَةِ الرَّاتِبَةَ، وَهِيَ رَكْعَتَانِ، أَوْ أَرْبَعٌ، لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَانَ بِمَكَّةَ فَصَلَّى الْجُمُعَةَ، تَقَدَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، وَإِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ صَلَّى الْجُمُعَةَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَلَمْ يُصِلِّ فِي الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، وَلَا يُصَلِّي السُّنَّةَ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ مُبَاشَرَةً، بَلْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِذِكْرٍ أَوْ كَلَامٍ أَوْ حَرَكَةٍ؛ لِحَدِيثِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فَلَا تَصِلْهَا بِصَلَاةٍ حَتَّى تَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ؛ فَإنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِذَلِكَ: أَن لَّا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقَدْ صَلَّى الْإِمَامُ، فَإِنْ أَدْرَكَ مَعَ إِمَامِهِ رَكْعَةً فَأَكْثَرَ فَلْيَأْتِ بِرَكْعَةٍ أُخْرَى فَقَدْ أَدْرَكَ الْجُمُعَةَ، وَإِنْ رَفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَدْ فَاتَتْهُ الْجُمُعَةُ، وَلْيَدْخُلْ مَعَ الْإمَامِ فِي صِلَاتِهِ بِنِيَّةِ الظُّهْرِ، ثُمَّ إِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا ظُهْرًا.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَعَصَمَهُ وَآوَاهُ.

عِبَادَ اللهِ:

وَإِنَّ مِمَّا يُشْرَعُ لِلْمُسْلِمِ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ الْمُبَارَكِ: قِرَاءَةَ سُورَةِ الْكَهْفِ؛ فَفِيهَا فَضْلٌ عَظِيمٌ، وَأَجْرٌ عَمِيمٌ؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» [رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

وَيُسَنُّ لِلْمُسْلِمِ: أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَاصَّةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

وَلْيَحْرِصِ الْمُسْلِمُ عَلَى كَثْرَةِ الدُّعَاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ رَجَاءَ إِصَابَةِ سَاعَةِ الْإِجَابَةِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْـجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]، وَلَا سِيَّمَا قَبْلَ الْغُرُوبِ ؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمُ الْـجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ - يُرِيدُ - سَاعَةً، لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا، إِلَّا آتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

فَاجْتَهِدُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- فِي هَذَا الْيَوْمِ الْفَضِيلِ، وَاغْتَنِمُوا نَفَحَاتِ رَبِّكُمُ الْجَلِيلِ، وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ قَبْلَ يَوْمِ الرَّحِيلِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرَرِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْمَحْشَرِ.

 اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى حَمْلِ الْأَمَانَةِ، وَجَنِّبْنَا الْغَدْرَ وَالْخِيَانَةَ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَنَا، وَاجْعَلْ فِي طَاعَتِكَ قُوَّتَنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنَا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ، وَالْـمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِهُدَاكَ، وَاجَعَلْ أَعْمَالَهُ فِي رِضَاكَ، وَأَلْبِسْهُ ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيةِ، وَمُنَّ عَلَيْهِ بِدَوَامِ الشِّفَاءِ، وَرُدَّهُ بِتَمَامِ الصِّحَّةِ وَكَمَالِ الْعَافِيَةِ، اللَّهُمَّ وَوَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة


تاريخ الإضافة: 18/10/2022
المصدر: مكتب الشؤن الفنية
عدد القراء:
4300 الأرشيف طباعة Rss
القائمة الرئيسية
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع قطاع المساجد - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - دولة الكويت @ 2006/2019